فصل: فوائد لغوية وإعرابية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأكد كلامه بحرفي التأكيد لأن حالة موسى لا تؤذن بجنونه فكان وصفه بالمجنون معرَّضًا للشك فلذلك أكد فرعون أنه مجنون يعني أنه علم من حال موسى ما عسى أن لا يعلمه السامعون.
وقصد بإطلاق وصف الرسول على موسى التهكمَ به بقرينة رميه بالجنون المحقق عنده.
وأضاف الرسول إلى المخاطبين رَبْئًا بنفسه عن أن يكون مقصودًا بالخطاب، وأكد التهكّم والربء بوصفه بالموصول {الذي أرسل إليكم} فإن مضمون الموصول وصلته هو مضمون {رسولكم} فكان ذكره كالتأكيد، وتنصيصًا على المقصود لزيادة تهييج السامعين كيلا يتأثروا أو يتأثر بعضهم بصدق موسى لأن فرعون يتهيأ لإعداد العُدة لمقاومَة موسى لعلمه بأن له قومًا في مصر ربّما يستنصر بهم.
{قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28)}.
لما رأى موسى سوء فهمهم وعدم اقتناعهم بالاستدلال على الوحدانية بالتكوين المعتاد إذ التبس عليهم الأمر المعتاد بالأمر الذي لا صانع له انتقل موسى إلى ما لا قبل لهم بجحده ولا التباسِه وهو التصرف العجيب المشاهد كل يوم مرتين، كما انتقل إبراهيم عليه السلام من الاستدلال على وجود الله بالإحياء والإماتة لما تَمَوَّه على النمرود حقيقة معنى الإحياء والإماتة فانتقل إبراهيم إلى الاستدلال بطلوع الشمس فيما حكى الله تعالى: {ألم تر إلى الذي حاجّ إبراهيم في ربّه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربّي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتتِ بها من المغرب} [البقرة: 258] فكانت حجة موسى حجة خليلية.
والمشرق والمغرب يجوز أن يراد بهما مكان شروق الشمس ومكان غروبها في الأفق، فيكون تحريكًا للاستدلال بما يقع في ذلك المكان من الأُفق من شروق الشمس وغروبها، فيكون المراد بربّ المشرق والمغرب خالقَ ذلك النظام اليومي على طريقة الإيجاز.
ويجوز أن يراد بالمشرق والمغرب المصدر الميمي، أي ربّ الشروق والغروب، فيكون المراد بالربّ الخالق، أي مكوِّن الشروق والغروب ويكون المراد بما بينهما على هاذين الوجهين ما بين الحالين وضمير {بينهما} للمشرق والمغرب فكأنه قيل وما بين المشرق والمغرب وما بين المغرب والمشرق، أي ما يقع في خلال ذلك من الأحوال، فأما ما بين الشروق والغروب فالضحى والزوال والعصر والاصفرار، وأما ما بين الغروب والشروق فالشفق والفجر والإسفار كلها دلائل على تكوين ذلك النظام العجيب المتقن.
وقيل المراد برب المشرق والمغرب مالك الجهتين.
وهذا التفسير يفيت مناسبة الكلام لمقام الاستدلال بعظيم ولا يلاقي التذييل الواقع بعده في قوله: {إن كنتم تعقلون}.
وتانك الجهتان هما منتهى الأرض المعروفة للناس يومئذ فكأنه قيل: ربّ طرَفي الأرض، وهو كناية عن كون جميع الأرض ملكًا لله.
وهذا استدلال عرفي إذ لم يكونوا يعرفون يومئذ مَلِكًا يملك ما بين المشرق والمغرب، وما كان مُلك فرعون المؤلّه عندهم إلا لبلاد مصر والسودان.
والتذييل بجملة: {إن كنتم تعقلون} تنبيه لنظرهم العقلي ليعاودوا النظر فيدركوا وجه الاستدلال، أي إن كنتم تُعملون عقولكم، ومن اللطائف جعل ذلك مقابل قول فرعون: إن رسولكم لمجنون، لأن الجنون يقابله العقل فكان موسى يقول لهم قولًا لينًا ابتداء، فلما رأى منهم المكابرة ووصفوه بالجنون خاشنهم في القول وعارض قول فرعون {إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون} [الشعراء: 27] فقال: {إن كنتم تعقلون} أي إن كنتم أنتم العقلاء، أي فلا تكونوا أنتم المجانين، وهذا كقول أبي تمام للذَيْن قالا له: لِم تقول ما لا يُفهم قال: لم لا تفهمان ما يقال.
{قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29)}.
لمّا لم يجد فرعون لحجاجه نجاحًا ورأى شدة شكيمة موسى في الحق عدل عن الحجاج إلى التخويف ليقطع دعوة موسى من أصلها.
وهذا شأن من قهرته الحجة، وفيه كبرياء أن ينصرف عن الجدل إلى التهديد.
واللام في قوله: {لئن اتخذت إلها} موطئة للقسم.
والمعنى أن فرعون أكد وعيده بما يساوي اليمين المجملة التي تؤذن بها اللام الموطئة في اللغة العربية كأن يكون فرعون قال: عليَّ يمين، أو بالأيمان، أو أقسم.
وفعل {اتخذت} للاستمرار، أي أصررت على أن لك إلهًا أرسلك وأن تبقى جاحدًا للإله فرعون، وكان فرعون معدودًا إلهًا للأمة لأنه يمثل الآلهة وهو القائم بإبلاغ مرادها في الأمة، فهو الواسطة بينها وبين الأمة.
ومعنى: {لأجعلنك من المسجونين} لأسجننك، فسلك فيه طريقة الإطناب لأنه أنسب بمقام التهديد لأنه يفيد معنى لأجعلنك واحدًا ممن عرفتَ أنهم في سِجني، فالمقصود تذكير موسى بهول السجن.
وقد تقدم أن مثل هذا التركيب يفيد تمكن الخبر من المخبَر عنه عند قوله تعالى: {قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين} في سورة البقرة (67).
وقد كان السجن عندهم قطعًا للمسجون عن التصرف بلا نهاية، فكان لا يدري متى يخرج منه قال تعالى: {فأنساه الشيطان ذكرَ ربه فلبِث في السجن بضعَ سنين} [يوسف: 42]. اهـ.

.قال الشعراوي:

{قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23)}.
يعني: مسألة جديدة هذه الذي جئتَ بها يا موسى، فمن رَبُّ العالمين الذي تتحدث عنه؟.
{قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24)}.
لأن السماوات بما فيها من كواكب ونجوم وشمس وقمر وأفلاك وأبراج، والأرض وما فيها من بحار وأنهار وجبال وقِفَار ونبات وحيوان وإنسان. قد وُجِدتْ قبل أن توجد أنت أيها الإله الفرعون!!
إذن: رَدَّ عليه بشيء ثبت في الكون قبل مجيئه، وقبل مولده. وكأن المعنى المراد لموسى عليه السلام: أخبرني يا فرعون، يا مَنْ تدعي الألوهية، ما الذي زاد في الكون بألوهيتك له؟ وإنْ كان هذا الكون كله بسمائه وأرضه لله رب العالمين، فماذا فعلتَ أنت؟
ولم يقتصر على السماوات والأرض، وإنما {وَمَا بَيْنَهُمَآ} [الشعراء: 24] أي: من هواء وطير يَسْبح في الفضاء، وكانوا لا يعرفون ما نعرفه الآن من أسرار الهواء، وانتقال الصوت والصورة من خلاله، ففي جَوِّ السماء فيما بين السماء والأرض من الأسرار ما يستحق التأمل.
ثم يتلطف معهم فيقول: {إِن كُنتُمْ مُّوقِنِينَ} [الشعراء: 24] يعني: إنْ كنتم موقنين بأن هذه الأشياء لم يخلقها إلا الله.
ثم يقول الحق سبحانه ذاكرًا جدال فرعون، فقال: {قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ} يقول فرعون لمن حوله من أتباعه الذين أقروا له بالألوهية: ألا تستمعون لما يقول؟ يعني: موسى عليه السلام. وهذه الكلمة لا يقولها فرعون إلا إذا أحسَّ من قومه ارتياحًا لما قاله موسى من نَفْي الربوبية والألوهية عن فرعون ونسبتها لله تعالى، خالق السموات والأرض.
وكان فرعون ينتظر من قومه أنْ يتصدَّوْا لما يقوله موسى، فينهروه ويُسْكِتوه، لكن لم يحدث شيء من هذا، مما يدل على أنهم كانوا يتمنْونَ أن ينتصر موسى، وأن يندحر فرعون؛ لأنه كبت حرياتهم وآراءهم، كما كانوا يعرفون كذبه وينتظرون الخلاص منه.
بدليل ما حكاه القرآن عن الرجل المؤمن الذي كان يكتم إيمانه من آل فرعون، وبدليل الذين أتوا فيما بعد وحَسَّنوا له مسألة السحرة وهم يريدون أن يُهزَم.
وقبل أنْ يردَّ أحد من قوم فرعون بادرهم موسى عليه السلام: {قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ} هنا ينقل موسى عليه السلام فرعونَ من الجو الكوني المحيط به في السماء والأرض وما بينهما إلى ذات نفسه، يقول له: إنَّ لك آباء قبل أنْ تُولد، وقبل أن تدعي الألوهية، فمن كان ربهم؟
فلما ضَيَّق موسى عليه السلام الخناق على فرعون، أراد أنْ يخرج من هذا الجدل وهذه المناظرة الخاسرة فقال محاولًا إنقاذ موقفه: {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ} وهذه العبارة من فرعون تفضح المتكلِّم بها، فقد شهد لموسى بأنه رسول، وخانه لفظه من حيث لا يدري.
{قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28)}.
يرد موسى عليه السلام بحجة أخرى، لكن يختمها هذه المرة بقوله: {إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} [الشعراء: 28] وقد قال في سابقتها {إِن كُنتُمْ مُّوقِنِينَ} [الشعراء: 24] كأنه يقول لفرعون: ما دام قد وصل بك الأمر لأنْ تتهمني بالجنون فلن أقول إنْ كنتم موقنين، إنما إنْ كنتم تعقلون، فجاء بمقابل الجنون.
فيُنهي فرعون هذا النقاش، ويأتي بخلاصة الأمر كما يرى، فيقول: {قَالَ لَئِنِ اتخذت} وهذا من فرعون إفلاس في الحجة، ولو كان عنده رَدٌّ لما يقوله موسى لردّ عليه، ولَقرع الحجة بالحجة، لكنه تقوَّى على خَصْمه بأن هدده بالسجن والإبعاد، وكان المسجون عندهم يظل في السجن حتى الموت.
ولم يُراع فرعون في هذه المسألة الناس من حوله، أن يكتشفوا هذا الإفلاس، وهذا الحمق في رَدِّه.
ويُؤخِّر موسى عليه السلام ما معه من الآيات. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
{قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23)}.
قوله: {وَمَا رَبُّ العالمين}: إنما أتى ب ما دون مَنْ؛ لأنها يُسْأل بها عن طلبِ الماهيةِ كقولك: ما العنقاء؟ ولَمَّا كان جوابُ هذا السؤالِ لا يمكنُ عَدْلُ موسى عليه الصلاة والسلام إلى جوابٍ ممكنٍ، فأجاب بصفاتِه تعالى، وخَصَّ تلك الصفاتِ لأنه لا يشارِكُه تعالى فيها أحدٌ. وفيه إبطالٌ لدعواه أنه إلَهٌ. وقيل: جَهِلَ السؤالَ، فأتى ب ما دون مَنْ وليس بشيءٍ. وقيل: إنما سأَلَ عن الصفاتِ. ذكره أبو البقاء. وليس بشيءٍ؛ لأنَّ أهلَ البيانِ نَصُّوا على أنها يُطْلَبُ بها الماهياتِ وقد جاء ب مَنْ في قوله: {فَمَن رَّبُّكُمَا ياموسى} [طه: 49].
{قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24)}.
قوله: {وَمَا بَيْنَهُمَآ}: عادَ ضميرُ التثنيةِ على جمعَيْن: اعتبارًا بالجنسَيْن كما فَعَلَ ذلك في الظاهر في قول الشاعرِ:
بين رِماحَيْ مالِكٍ ونَهْشَلِ

{قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29)}.
قوله: {لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ المسجونين} إنما عَدَل عن لأَسْجُنَنَّك وهو أَخَصُّ منه؛ لأنَّ فيه مبالغةً ليسَتْ في ذاك، أو معناه: لأَجْعَلَنَّك مِمَّنْ عَرَفْتَ حالَه في سُجوني. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
{قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23)}.
نَظَرَ اللعينُ بجَهْلِه، وسألَ على النحو الذي يليق بِغَيِّه؛ فسأل بلفظ {ما} وما يُسْتَخْبَرُ بها عمَّا لا يعقل، فقال: {وَمَا رَبُّ الْعَالَِمِينَ}.
ولكنَّ موسى أعرض عن لفظه ومقتضاه، وأخبر عمَّا يصحُّ في وصفه تعالى فقال: {قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24)}.
فَذَكَرَ صفتَه- سبحانه وتعالى- بأنَّه إلهٌ ما في السموات والأرض، فأخذ في التعجب.
{قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26)}.
قال موسى: {رَبُّكُمْ وَرَبُّ ءَابَآئِكُمُ الأَوَّلِينَ} فحاد فرعونُ عن سنن الاستقامة في الخطاب، وأخذ في السفاهة قائلًا:
{قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27)}.
لأنه يزعم أنَّ هناك إلهًا غيره. ولم يكن في شيءٍ مما يجري من موسى- عليه السلام- أو مما يتعلَّق به وصفُ جنونٍ. ولم يُشْغَلْ بمجاوبته في السفاهة فقال: {قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29)} أي إن كنتم من جملة مَنْ له عقلٌ وتمييزٌ. فقال فرعون: {قَالَ لَئِنِ اتخذت إلها غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ المسجونين}.
مضى فرعونُ يقول: لأفعلنَّ، ولأصنعنَّ إن اتخذتَ إلهًا غيري وجرى ما جرى ذِكْرُه وشَرْحُه في غير موضع.
ثم إنه أظهر معجزته بإلقاء العصا، وقَلَبَها- سبحانه- ثعباناُ كاد يلتقم دار فرعون بمن فيها، ووثَبَ فرعونُ هاربًا، واختفى تحت سريره، وهو ينتفض من الخوف، وتَلَطَّخَتْ بِزَّتُه وافتضح في دعواه، واتضحت حالته، فاستغاث بموسى واستجاره، وأخذ موسى الثعبان فردَّه الله عصًا.
ولمَّا فَارقَه موسى- عليه السلام- تداركته الشقاوة، وأدركه شؤمُ الكفر، واستولى عليه الحرمانُ، فَجَمَع قومَه وكلَّمهم في أمره، وأجمعوا كلُّهم على أنه سحَرَهم. وبعد ظهور تلك الآية عاد إلى غيِّه كما قيل:
إذا ارْعَوَى عَادَ إلى جَهْلِه ** كَذِي الضَّنَى عاد إلى نُكْسِه

ثم إنه جَمَعَ السَّحَرَة، واستعان بهم، فَلمَّا اجتمعوا قالوا: {إِنَّ لَنَا لأَجْرًا} [الأعراف: 113]. فنطقوا بخساسة هِمَّتِهم، فَضَمَنَ لهم أجْرَهم. وإنَّ مَنْ يعمل لغيره بأُجْرَةٍ ليس كَمَنْ يكون عملُه لله. ومَنْ لا يكون له ناصِرٌ إلاَّ بضمانِ الجَعَالَة وبَذْل الرِّشَا فَعَنْ قريبٍ سيُخْذَل. اهـ.